-->
100 100 100

الحب مقدّم على كل شيء





الحب مقدّم على كل شيء ! 

تخيل معي عزيزي القارئ لو أن خطبة من خطب الجمعة تدعوا الى قاعدة فقهية تعتبر هي أساس تعارف الشعوب والمجتمعات والقبائل مع بعضها البعض في كل العالم!!! 

" أما بعد فيا عباد الله، كلنا يعلم بأن القاعدة هي أساس البناء، ورأينا في ديننا الاسلامي كيف ان القواعد الفقهية قد نظمت الكثير من شؤون حياتنا اليومية. نهضت حضارتنا الاسلامية باستنادها الى الكثير من هذه القواعد والمفاهيم ، و لكن، وكما يشتعل نور أي حضارة، فبإهمال أمتها ينطفئ نورها بالتأكيد.

أيها المؤمنون، تخيلوا لو أن فقهنا قد تغلغل فيه منذ البداية، قاعدة تنص على أن : الحب مقدّم على كل شيء! هل ياترى كنا سنستعير مصلطلحات كالارهاب من قواميسنا ومعاجمنا؟ هل كنا سنتخاصم فيما بيننا بسبب أمور تافهة من أمور الحياة الدنيا ؟ أترون لو أن قاعدة كهذه تغلغلت في عقل كل مسلم، وأصبحت هي العقيدة الأساسية والمهيمنة على عقله، هل ياترى كنا سنعادي كل الشعوب والأديان وكل من هو ليس مسلم ؟ 

جميلة هي القواعد الفقهية، نرى فيها جمال هذا الدين العظيم الذي يسّر للناس سبل الحياة، تأملو جمال قاعدة مثل : المشقة تجلب التيسير. ألايكفي هذا بأن نتعجّب قائلين، يالسماحة هذا الدين! وايضا سماحة هذا الدين تتجلى في قاعدة أخرى تقول :الضرورات تبيح المحظورات. هذه قاعدة الحب مقدم على كل شيء، أدعوكم فيها الى ان تقدّمو الحب على القول والفعل وحتى على النية، هكذا ستكون كل النوايا حسنة، هذا هو الطريق الى ملكوت الله يا عباد الله.

أخي المسلم أختي المسلمة، حبك لغير المسلم لايعتبر خيانة وانما كرهك لغير المسلم هو الخيانة العظمى. أليس كل الخلق هم من صنع الخالق البارئ الذي صورنا واحسن تصويرنا، أليس هو نفس الاله الذي خلق جميع المظاهر على هذا الكوكب، أيعقل أن يخلق الله مخلوقا بيديه العظيمتين ويفرض عليك أن تكرهه! الكره يارعاكم الله ليس في دين هذا الذي لم يسلم، وانما في خُلُقه، فلا يعقل أبدا أن تحب مسلما يقتل الأبرياء ويحسد الناس ويغشّهم، كما انه لا يعقل أن تكره غير مسلم يعمر الأرض ويعامل كل المخلوقات بخلق حسن. العمل الصالح هو الابن البكر للحب. وأنا أشك في صحة نعت فاعل الخير : بالكافر او : بغير مسلم.

أيها المؤمنون، ثمة حب في قلب كل انسان، وحيوان، ونبات، ثمة حب في جوهر كل ماخلقه الله سبحانه. عليك ان تحفّز هذا الحب دائما قبل اطلاقك لأي حكم، وقبل أن تنوي أي نية، حفّز هذا الحب واجعل منه الشعور المهيمن عليك. لا تتنازل عن هذا الشعور لأي اعتقاد كان، حتى وان كان هذا الاعتقاد صحيحا في تاريخ من التواريخ، ففي كل حقبة تاريخية تحكمنا ظروف معينة، وعلى حسب هذه الظروف نستنبط الاحكام التي تناسب مجتمعاتنا وعالمنا المتغير، هذا باستنادنا الى قاعده فقهية اخرى تقول : يتغير الحكم بتغير الزمان والمكان والظرف. والتاريخ ليس الا صيرورة لا تتوقف عن الحركة ما دامت السماوات والارض، وها نحن ذا مع قاعدة الحب مقدم على كل شيء، هنا و الان. 

لم نبرح ملكوت الله ولا للحظة منذ الأزل ولن نبرحه الى الأبد، مادامت مشاعر المحبة هي التي تجمعنا في حضن أمنا الأرض، فيا عباد الله، لنحيا جميعا بكل هناء، ولنطهر قلوبنا بصفاء، ولينبض فينا عبير الحياة. نعم للحب، نعم للعمل الصالح من أي إنسان أيا كان، نعم للحب، نعم للرفق بالحيوان، نعم للحب، نعم لعلو أخلاق الشجعان، نعم للحب، به نروي روح كل عطشان.

كن الأول دائما علق على " الحب مقدّم على كل شيء "

يسرنا أن تعلق وتشاركنا برأيك وأفكارك لكننا لا نقبل بأي تعليق يمس الشريعة الإسلامية أو يشخصية ما ,

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

قوالب بلوجر

الارشيف

مترجم الموقع

تابعنا على

جميع الحقوق محفوضة لدى مدونة كيلوا المحترف 2014-2015

تصميم : أسامة نصيف