هذا سؤال موجه الى عقلك مباشرةً وليس اليك، اليس من السخف أن تحذف لقطات التقبيل من افلام قنواتنا العربية؟ ونترك بعدها لقطات العنف والقتل والطلاق لنؤكد عليها؟ في حين ان وظيفة الاعلام هو صناعة نماذج نرغبها من الواقع، نقوم بالتأكيد على وقائعنا التي نتمنى الانفلات من قبضاتها لننتقل الى وقائع اكثر انفتاحا وطبيعية وسعادة. ومن منا لا يريد ان يعيش حياة تؤكد فيها القنوات ويؤكد فيها المجتمع على السعادة والسعي نحو تحقيق ما نصبو أليه!
في الحقيقة أنا مع حذف المقاطع الجنسية من الافلام والمسلسلات حيث انني لا استطيع مشاهدتها مع امي او ابي او اخواني الصغار لعدم احراجهم او اثارة حفيظتهم، وهذه مشكلة اخرى نحتاج من الجيل القادم ان يناقشها، على الرغم من ضرورة مناقشتها الان لتغير منظورها ايضا، فالجنس جزء لا يتجزّأ من حياتنا اليومية وربما اللحظية، ونحن كمجتمعات محافظة لا نتوقف عن محاربة كل ما هو عاطفي وفطري بادعائنا باننا هكذا نحافظ على الشريعة الاسلامية في حين ان الصحابة كانو يسبون النساء في زمانهم ويضاجعو الكثير الكثير منهن من غير حتى الاخذ بآرائهن -بعد أن تسببو بترميلهن بقتلهم لأزواجهن- وانما كان ذلك يتم عنوةً بحجة أنهم هم المسلمون الاكثر استحقاقا لكل ملذات الارض بسبب ايمانهم بالله واتباعهم لرسوله. وهذا لا يعد انتقادا للصحابة، لان ماحدث وقتها من السبي كان مناسبا جدا في زمانهم، الا انه ليس مناسبا الان. لقد كانو يجدون حلولا لمعضلاتهم العاطفية، وجعلو من الجنس والغنائم والمجد هدفا لانتصارهم في معاركهم، حتى ان يوم القيامة لهم الحور العين أيضا، وهذا ما اخبرنا به الرسول الكريم في ذلك الوقت الذي كان ولازال اقوى محفزاته للعمل والانتصار هو الجنس. حيث الجنس هو اقوى الدوافع في الحياة لأولئك المستصحين والمتوازنين الذين يملكون الحدود الادنى من حقوقهم كبشر -من مسكن ومشرب وملبس وعمل يكسبهم قوت يومهم- وحقا كان الصحابة -كما نحن اليوم- يملكون كل ذلك.
كل مشكلة مرتبطة بمشاكل غيرها، ولن نتمكن من حل أي مشكلة واحدة بإهمالنا لتداعياتها التي تسببت بها، ومشكلة تخلفنا -ونحن لا نزال نصر على اننا متخلفون كأمة إسلامية في ظل تطور جميع الامم- هي اننا لا نعيد النظر على الاطلاق في افكارنا ومعتقداتنا ولا نفكر حتى في نقدها في حين ان النقد هو خير وسيلة للتأكد من صحة ما نعتقد به. أليست التجربة خير برهان! اذا فلنجرب نقد كل ما يشغل تفكيرنا من الاعتقادات التي نرى أنها تكبلنا في حين يعيش الجميع في بلدان مختلفة باعتقادات وسلوكيات مناقضة لسلوكياتنا جعلتهم في قمة الاستراحة والترف والتطور على جميع الاصعدة
أنا سوف أربط موضوع التقبيل وقرف المحافظين منه في مجتمعنا على انه السبب في تخلفنا التكنولوجي والعلمي وكل شيء، وأنا مسؤول عن رأيي هذا ومعتقد به تماماً. ان العاطفة هي اقوى المحفزات في هذه الحياة، ونجاح استعطاف الخطباء للمغفلين كما يفعل السياسيين والمتحدثين التحفيزيين هو خير دليل على ذلك، ولقد كانت العاطفة الجنسية في السابق هي سبب فتوحاتنا الاسلامية، ووراء كل رجل عظيم اليوم امرأة، أو أفلام لا تحذف لقطات القبلات والأحضان العاطفية منها.
حكم التقبيل علنا وخفية هو واجب، وليس حلالا فقط، وايضا ليس فرض كفاية ان قام بها البعض سقط الاثم عن الباقين! ليخالفني من يخالف، وليوافقني من يوافق، ففي النهاية كما قال المسيح: من ثمارهم تعرفونهم. متى7-20
وواجبك المنزلي هو ان تقارن بين ثمار الغرب وثمار الشرق، أيهما اثمر، ثم ايهما صالح للأكل؟
: كلو من ثمره إذا أثمر. فليس من الحكمة المكابرة وغض الطرف عن الثمار الصالحة للأكل أياً كان مصدره
كن الأول دائما علق على " هل تعرف حكم التقبيل هو واجب، وليس فرض كفاية "
يسرنا أن تعلق وتشاركنا برأيك وأفكارك لكننا لا نقبل بأي تعليق يمس الشريعة الإسلامية أو يشخصية ما ,