لم أكمل قراءة كتاب خديعة التطور، لكوني قررت قراءة كتاب أصل الأنواع بنفسي، فقد كانت إقتباسات هارون من كتاب دارون مشكوك في صحتها بشكل لا ينبئ عن الدقة والأمانة العلمية. لكني أتممت قراءة رواية الجحيم، ولا يسعني أن أقول أكثر من ذلك لمن لم يقرؤو -رواية دان براون الاخيرة- بعد.
قام الباحث في علم الديموغرافية (علم الكثافة السكانية) توماس روبرت مالتوس بوضع نظرية قلبت العالم رأسا على عقب حيث ورد فيها أن الرجل الذي ليس له من يعيله والذي لا يستطيع أن يجد له عملاً في المجتمع، سوف يجد أن ليس له نصيباً من الغذاء على أرضه، فهو عضو زائد في وليمة الطبيعة حيث لا صحن له بين الصحون، والطبيعة تأمره بمغادرة الزمن.
من أهم فوائد علم الكثافة السكانية هو التنبؤ بالمجاعات والفقر والحروب والتقاتل المستقبلي على الموارد الطبيعية التي تقل بشكل حسابي (1-2-3-4-5) مقارنة بزيادة البشر بشكل هندسي أكيد(1-2-4-8-16). وجزء من هذا العلم يهتم باستغلال الموارد الطبيعية الاستغلال الامثل بشكل يبتعد عن التبذير واللامبالاة، إن لم يكن من أجلنا فمن أجل الأجيال القادمة.
يتهم الكاتب التركي المسلم -مؤلف كتاب خديعة التطور- مالتوس بأنه أثر على دارون في وضع نظرية البقاء للأقوى، في حين ان كلا العالمين يمتلك دوافعه الخاصه به، فالأول عالم في الاجتماع والثاني عالم في الاحياء.
الاول رد على معاصريه في عصر النهضة من المتفائلين بأن مقدرة الانسان على التحكم فى بيئته مقدرة ليست لها حدود.
والثاني رد على الكنيسة بأن آدم لم ينزل من الجنة وأنه ليس أول البشر، وأن علم التطور علم طبيعي تخضع له الحياة منذ الازل والانسان ليس مستثنى من ذلك وأنه حرفيا تطور من احدى سلالات القرود.
هارون يحيى مؤلف خديعة التطور، استخدم في كل فصل من فصول كتابه الهزيل آيات بالجملة ليدحض بها النظريات ويتهم بها الكثير من العلماء (الغرب) بأنهم خاطئين وأحيانا بأنهم متعجرفين وفاسقين، في حين ان ابن خلدون هو من بدأ التحدث في علم الكثافة السكانية منذ القرن الرابع عشر عندما نوه عن الصلة الوطيدة بين عدد السكان ومستوى الحضارة لان عدد السكان عامل هام في تقسيم العمل وفي النمو.
كن الأول دائما علق على " تعرف على توماس روبرت مالتوس "
يسرنا أن تعلق وتشاركنا برأيك وأفكارك لكننا لا نقبل بأي تعليق يمس الشريعة الإسلامية أو يشخصية ما ,